languageFrançais

'لاترافياتا' بنسخة تونسية.. أنشودة الحب المستحيل على ركح أوبرا تونس

احتضن مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، مساء الجمعة 31 أكتوبر 2025، العرض التونسي للأوبرا العالمية "لاترافياتا" للمؤلف الإيطالي جوزيبي فيردي.

ويأتي هذا العمل في إطار مشروع مسرح أوبرا تونس لإعادة إحياء كلاسيكيات الفن الأوبرالي بروح محلية وبمواهب تونسية، ضمن رؤية فنية تقوم على ثلاث ركائز أساسية، التكوين، النقل، والإبداع.

مواهب تونسية تضيء الركح

وقدّم العرض نخبة من الأصوات الأوبرالية الشابة في تونس، من بينهم حسان الدوس، مرام بوحبل، غيث سعد، ضياء الرايس، هندة بن شعبان، ليليا بن شيخة، وحاتم النصري، الذين نجحوا في تجسيد شخصيات الأوبرا بأداء متقن جمع بين الحرفية والاحساس العميق.

وشاركت فرقة الباليه في العرض بإبداع بصري أضفى بعدًا جديدًا على المشهد المسرحي، من خلال دمج الرقص التعبيري بالمشاهد الدرامية في تناغم بديع بين الجسد والموسيقى.

قصة حب خالدة بين الألحان والمآسي

تُعد "لاترافياتا" من أشهر الأعمال الأوبرالية في تاريخ الموسيقى العالمية، وهي مستوحاة من رواية "سيدة الكاميليا" للكاتب الفرنسي ألكسندر دوماس الابن.

وتحكي الأوبرا قصة فيوليتا فاليري، شابة تضحي بسعادتها في سبيل الحب، في باريس التي تجمع بين الرومانسية والقسوة في آن واحد.

العرض التونسي قدّم هذه القصة الخالدة برؤية جديدة تبرز عمق المشاعر الإنسانية، من متعة اللقاء إلى صراع التقاليد، ومن ألم الفراق إلى الموت، لتصبح "لاترافياتا" أنشودة الحب المستحيل التي يتردد صداها عبر الزمن.

أجواء ساحرة ولوحات بصرية آسرة

تألقت خشبة الأوبرا بأزياء مخملية فاخرة، وإضاءة ساحرة وديكور باروني أنيق أعاد الجمهور إلى أجواء القرن التاسع عشر.

وتنوّعت الخلفيات البصرية لتجسد المشاهد بتناسق جمالي دقيق، كان من أبرزها لوحة ضوئية عملاقة لمشهد خريفي بثت مشاعر من الحنين والرهافة، جعلت الجمهور يعيش التجربة بكل حواسه.

صوت تونس في سماء الأوبرا العالمية

بعذوبة الألحان ورهافة الأداء، غنّت فيوليتا كلمات الوداع "إني أودعك رغم ما في القلب من حب وعشق…"، لتصبح رمزًا لكل العشاق عبر العصور، وتستحضر صورًا من قصص الحب الخالدة روميو وجولييت، جميل وبثينة، مجنون ليلى، وجبران ومي زيادة.

بهذا العرض، أثبت مسرح أوبرا تونس أنه قادر على تحويل الإرادة الفنية إلى إنجاز عالمي، وأن الإبداع التونسي قادر على حمل الكلاسيكيات بروح جديدة وجمال خاص.

لقد كانت "لاترافياتا" التونسية حريرًا فنيًا انسدل على جراح العشاق، فحوّل الألم إلى لوحة خالدة من الحب والجمال والإنسانية.

صلاح الدين كريمي